رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة الثالثة :
سيدنا أدريس علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه الرابعة ))
عاش الناس بعد آدم عليه السلام على عبادة الله وطاعته، وبعد مرور آلاف السنين بدأت وساوس الشيطان إلى بعض الأجيال، وضلهم عن الطريق المستقيم، فأصبحوا إذا مات منهم رجال صالحون صوروا لهم تماثيل ليتذكروا هدايتهم بها ويتأسوا بهم، وكان من بين من صورهم ووضعوا لهم تماثيل خمسة رجال صالحون هم ود وسواع ويعوق ويغوث ونسر، وقد وسوس الشيطان إلى القوم بأن يعبدوا هذه التماثيل لأن أصحابها كانوا على الصلاح والتقوى، وأن عبادتهم لها تقربهم إلى الله
أرسلة الله نبينا وكان هو أكبر الأنبياء عمرا بعد سيدنا آدم عليه السلام، حيث عاش النبي 950 سنة قضاها في الدعوة إلى الله والتوحيد فدعا القوم إلى دين الله وعبادته وحده، وترك عبادة الأصنام التى لا تنفع ولا تضر، ولم يؤمن بدعوة النبي إلا الضعفاء والفقراءـ أما باقى القوم فظلوا على عنادهم وكفرهم، وقالوا للنبي انت لم يؤمن بك إلا الضعفاء والفقراء فاطردهم خارج القرية حتى نؤمن بك، ولكن النبي عليه السلام رفض أن يطردهم وقال للقوم إن طردى للفقراء والضعفاء الذين امنوا برسالتى لن يفيدكم بشىء فآمنوا بالله واعبدوه وأطيعوه خير لكم حتى لا يأتيكم عذاب أليم.
فرفض القوم دعوة نبيهم ، وسدوا أذانهم بأصابعهم حتى لا يسمعوا له، وأخذ النبي عليه السلام يدعوهم بالإشارات فكانوا يرفعون ثيابهم على وجوههم حتى لا يروا إشارته فى دعوتهم، وظل النبي عليه السلام يدعو الناس سرا وعلانيه وليلا ونهارا وهو يخشى عذاب الله الأليم إن ظلوا على كفرهم، وأخذ يأمرهم باتباع دين الله وطاعته حتى يكونوا من الفائزين ولكن القوم ظلوا على شركهم برغم أن نبيهم كان يهب إليهم ولا ييأس من دعوته لهم.
وعاش النبي عليه السلام فى قومه تسعمائة وخمسين عاما، وقال له القوم لقد جادلتنا كثيرا، فأتنا بالعذاب الذى وعدتنا به إن كنت من الصادقين، فدعا النبي على قومه الكافرين فأوحى الله اليه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، وأمره أن يصنع سفينة، وأعد ما يلزم لصناعة السفينة، وبدأ فى صناعتها بالصحراء، فكان القوم يمرون عليه ويسخرون مما يفعله.
وظل النبي على صبره أمام القوم حتى أتم صناة السفينة الكبيرة،أوحى الله إلى النبي أنه إذا فار التنور - أي البركان - فهذه علامة على بدء الطوفان. وجاء اليوم الرهيب، فار التنور. وأسرع النبي يفتح سفينته ويدعو المؤمنين به، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض، وحمل النبي إلى السفينة من كل حيوان وطير ووحش زوجين اثنين، كان النبي قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة، وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض، وصعدت الحيوانات والوحوش والطيور، وصعد من آمن برسالة النبي ، وكان عدد المؤمنين قليلا.
فتفجرت المياه من الأرض وانهمرت من السماء وبدأ القوم الكافرون يحاولون الهرب من الماء الذى أحاط بهم بدأوا يغرقون.
لم تكن زوجة النبي مؤمنة به فلم تصعد، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام النبي ، فلم يصعد هو الآخر، وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة وصعد المؤمنون.
وارتفعت المياه من فتحات الأرض، وانهمرت من السماء أمطار غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض. فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة. فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة، وتكتسح الأرض. وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه، ولم يعد باقيًا من الحياة والأحياء غير هذا الجزء الخشبي من سفينة النبي ، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض، وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية.
وأمر الله النبي أن يهبط من السفينة محاطًا ببركة الله ورعايته، ثم أطلق النبي سراح الطيور والوحوش فتفرقت في الأرض، ونزل المؤمنون بعد ذلك.
وهم يقولون الحمد لله الذى نجانا من القوم الظالمين، ثم جاء أمر الله للسماء بأن تقلع عن إنزال الماء، وأمر الأرض بأن تبتلع ماءها، فعاد كل شئ إلى طبيعته بعد هلاك الظالمين وهبط النبي عليه السلام وهو ومن معه من المؤمنين على جبل الجودى بعد أن نجاهم الله، وعاشوا فى طاعة الله وعبادته.
نبي الله لما حضرته الوفاة قال لابنه إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، و آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات والأراضي السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن لا اله الا الله، و لو أن السماوات السبع والأراضي السبع كن حلقة مبهمة قسمتهن لا اله الا الله وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر.
عندما جاء ملك الموت إلى النبي عليه السلام، فقال: يا أطول النبيين عمرا كيف وجدت الدنيا ولذتها؟ قال: كرجل دخل بيتا له بابان، فقام في وسط البيت هنيه ( القليل من الزمن)، ثم خرجت من باب آخر، وروى أيضا أن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال : ( السلام عليك يا نبي الله، فرد عليه النبي عليه السلام وقال: ما حاجتك يا ملك الموت؟ فقال: جئت لأقبض روحك، فقال له: تدعني أدخل من الشمس إلى الظل؟ فقال له: نعم فتحول النبي عليه السلام ثم قال: يا ملك الموت، كان ما مر بي في الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل، فامض لما أمرت به، فقبض روحه عليه السلام.
و توفي سيدنا النبي بعد نزول السفينة ب 50 عاما، و كان يعلم أهل الإيمان دين الله عز وجل ويبلغ رسالته، واختلف العلماء جميعا على مكان وجود قبر النبي عليه السلام فقيل أنه دفن بالمسجد الحرام و هذا هو القول الأقوى وقيل أنه ببلدة في البقاع تعرف اليوم "بكرك النبي " وهناك جامع بني بسبب ذلك فيما ذكر وقيل أنه بالموصل والله اعلم.
فمن هو النبي عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق