رباعيات الأحزان
(( فوازير الأنبياء ))
----------------------------
إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة السادسة :
سيدنا هود علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه السابعة ))
النبي - عليه السلام- هو نبي من أنبياء الله -تعالى-، كما أنه يعتبر من الأنبياء العرب، بالإضافة إلى أنه من ذرية نوح -عليه السلام-، وكان النبي يعيش مع قومه “ثمود” في منطقة اسمها “الحِجر” (تقع حاليًا في المملكة العربية السعودية)،وثمود قد أسكنهم الله -تعالى- في هذا المكان بعد أن عاقب قبلهم قوم “عاد”، كما أنعم الله عليهم بكثير من النعم والجبال التي كانوا يسكنوها ويقومون ببناء القصور عليها، و كانوا في بداية الأمر مؤمنين بالله، وقد أخذوا درسًا قاسيًا من قوم عاد الذين كانوا قبلهم وعاقبهم الله -تعالى- على كفرهم وإشراكهم به، فأخذهم عقاب الله الشديد وهم يعتقدون أنّه لن يقدر عليهم أحد، فلمّا مرّ زمنٌ طويل بعد مجيء قوم ثمود نسي أبناء تلك القبيلة ما كان عليه أجدادهم من عبادة لله -تعالى- الواحد الأحد، فجاءهم الشيطان وكذب عليهم وزيّن لهم عبادة التماثيل الحجريّة، فنحتوا تماثيل من الحجر من صنع أيديهم وصاروا يعبدونها جيلًا بعد جيل
فلمّا صار الفساد والكفر منتشرًا في قوم ثمود أرسل الله -تعالى- النبي منهم ليدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده ولا يشركون به شيئًا من تلك التماثيل الصخريّة التي لا تمتلك من أمرها شيئًا، وبيّن لهم أنّ تلك التماثيل ما هي إلّا أصنامًا -يعني حجر منحوت لا يتحرّك- وأنّ تلك الأصنام هي من صنع أيديهم، وبالتالي فهي شيء مخلوق، والإله لا يُخلَق بل هو الذي يَخلُق الناس والحيوانات والنباتات والجمادات وكلّ شيء في هذا العالَم، وبذلك لا يكون هنالك إله إلّا الله -تعالى- وحده، وأنّ كلّ ما في هذا الكون هو عبد لله تعالى
لمّا سمع قوم ثمود دعوة نبي الله -عليه السلام- إلى عبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأصنام الحجريّة فإنّهم لم يستجيبوا له، بل قالوا له: لقد كنتَ يا النبي تساعد الضعيف وتعطي الفقير من أموالك، يعني أنّهم يقولون له لقد كنت رجلًا من الصالحين فلماذا تأمرنا الآن بهذا الامر فكانوا يرَون أنّ دعوة نبي الله -عليه السلام- هي دعوة شرّيرة يريد النبي منها أن ينهاهم عن عبادة أصنام قد عبدها آباؤهم قبلهم، ولكنّهم عندما سمعوا كلام نبي الله -عليه السلام- عن الإله الواحد وأنّه يقدر على كلّ شيء وأنّ الأصنام لا تستطيع أن تفعل شيء فقد صار في صدورهم شكّ بسبب كلام صالح عليه السلام، والشك هو بداية التصديق عندما دخل الشك إلى قلوب قوم النبي -عليه السلام- فإنّهم قد طلبوا دليلًا منه على صدق نبوّته وأنّه فعلًا قد أرسله الله تعالى، فقال لهم ماذا تريدون منّي لكي تتأكّدوا أنّي رسول من عند الله تعالى، فقالوا له نريد أن تُخرِجَ لنا ناقة من ذلك الجبل الذي أمامنا، وهم لم يطلبوا ذلك الطلب عبثًا، ولكنّهم طلبوه لغاية في نفوسهم؛ فهم ينحتون الجبال ويجعلون منها بيوتهم، فكأنّهم أرادوا اختبار قدرة ربّ النبي عليه السلام، فما هي إلّا لحظات قليلة حتى خرجت لهم ناقة من الجبل، وكانت هذه الناقة تحمل في بطنها جملًا آخر كما طلب القوم، فلمّا شاهدوا بأعينهم هذه المعجزة لم يعد بإمكانهم أن يكذّبوا نبيّ الله عليه السلام
لمّا ظهرت الناقة آمنَ كثيرٌ من قوم ثمود، وأراد زعماء القوم أن يؤمنوا بالنبي -عليه السلام- ويعبدوا الله وحده، ولكنّ زعيمهم الكبير لم يرضَ أن يؤمنوا وأن يتركوا الأصنام؛ لأنّ أصحابه كانوا يصنعون التماثيل ويبيعونها ويجعلونها تجارةً لهم يكسبون منها المال، ولذلك لم يقبلوا بأن يسلموا فهم بذلك سيخسرون تجارتهم الكبيرة، ولكنّ جزء لا بأس به منهم آمنوا بالله -تعالى- وبدعوة نبيّه بعدما رأوا الناقة وقد خرجت من الصخرة، فقال لهم النبي -عليه السلام- اتركوا هذه الناقة تعيش في مراعيكم، وإنّها ستشرب يومًا ونوقكم وجِمالكم تشرب في اليوم التالي، وكانت الناقة إذا شربت في ذلك اليوم فإنّها تشرب كلّ الماء ولا تترك منه شيئًا.
بعد أن طال وجود الناقة بين قوم النبي -عليه السلام- جاءت امرأتان إلى أكثر قوم ثمود كفرًا وعداءً للنبي -عليه السلام- فطلبتا منه أن يقتل الناقة لأنّها تشرب الماء كلّه، وأعطته كلّ واحدة منهما مالًا إن قبِلَ أن يقتل الناقة، واستشار قومه جميعهم فقالوا له نعم اقتلها، فانطلقَ إليها ومعه ثمانية آخرون، فنصبوا لها فخاً وهي عائدة من مكان شربها فقتلوها وهربَ ابنها وصعدَ إلى جبل منيع بعد أن قتل قوم ثمود الناقة خرج النبي -عليه السلام- من بيته ليسأل قومه لماذا قتلوها، فتجبّروا وتكبّروا وتحدّوا نبي الله أن يأتيهم بالعذاب الذي قد هددهم به إن قتلوا الناقة، فأوحى الله -تعالى- إلى نبيه أنّ عقابهم سيكون بعد ثلاثة أيّام، فأخبرهم أنّ العقاب سيكون لهم بعد ثلاثة أيّام، ولكنّهم لم يقتنعوا بذلك، وتكبّروا، فخرجَ نبي الله -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين إلى مدينة أخرى، وبعد ثلاثة أيّام سمع أهالي المدن المجاورة صرخةً عظيمة كانت سبب موت كل الكافرين في مدينة الحجر من قوم ثمود وتم اهلاكهم بالصيحه
اختلفت الاقوال والروايات في عمر النبي عليه السلام وتاريخ وفاته ، وقد ذكر انه سار الى الشام فنزل فلسطين ثم انتقل الى مكة فاقام بها يعبد الله حتى مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وكان قد اقام في قومه يدعوهم عشرين سنة.
فمن هو النبي عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق