فوازير الأنبياء الحلقه الثالثة والعشرين

 

 

فوازير رمضان للاطفال -صحيفة هتون الدولية- يعد شهر رمضان المبارك فرصة لتزويد  الاطفال

 

رباعيات الأحزان

(( فوازير الأنبياء ))

----------------------------

إعداد وتقديم
فارس الليل الحزين
محمد عطية محمد
أجابة الحلقة الثانية والعشرون :
سيدنا اليسع علية السلام
-------------------------------
(( الحلقه الثالثة والعشرين ))
هو النبي ابن داوود -عليهما السلام- الذي آتاه الملك فتربى سليمان -عليه السلام- على يد النبي والملك وأخذ من أبيه الصفات الصالحة التي تؤهله للحكم، وكان نبيًا في بني إسرائيل وملكًا عليهم.
كانت الفترة التي حكم بها النبي -عليه السلام- قومه من أفضل الأوقات التي مرت على بني إسرائيل، حيث قام بتأسيس مملكة ذات حضارة راقية لهم، فالنبي -عليه السلام- لم يستلم الحكم وهو جاهلٌ فيه؛ بل كان يشارك أباه ويجالسه في مجالس الحكم والقضاء ويعينه على تدبير أمره في الحكم، وكان يقضي في بعض النزاعات بدقة كبيرة يفوق بها أباه وكثيرًا ما كان يرجع إليه أبوه في قضايا الحكم لفطنته ودقته فيه.
وقد رُفعت للنَّبي داوود -عليه السلام- قضية خصومةٍ مفادها أنَّ أغنام أحد الأشخاص قد عاثت فسادًا بمزروعات أحد الحقول وقيل أنَّها عناقيد من عنب، فقضى داوود -عليه السلام- لصاحب الزَّرع بالماشية والأغنام، ولكن أشار القرآن الكريم إلى أنَّ حكمه لم يصب الحق، وهذا ليس قدحًا بشخصيَّة النَّبي إنَّما هو يبقى بشر قد يُخطئ وقد يُصيب. ومن استطلع الحكم في قضية الحرث هو النَّبي بن داوود -عليهما السلام- وكان ذلك بفضل الله وتوفيقه وقد كان حكم النَّبي -عليه السلام- في قضية الحرث، أن يأخذ صاحب الزَّرع الماشية فيستفيد من صوفها وأوبارها وألبانها، ريثما يقوم صاحب الماشية بحراثة أرضه وتعهد زرعه حتى يعود كمان كان، ليسلم صاحب الزَّرع زرعه ويستلم هو ماشيته. وقد وافق والده على هذا الحكم لأنَّه رأى فيه العدل وتحقيق الحق، ورغم أنَّهما هما الاثنان أوتيا العلم والحكمة، إلَّا أنَّ هذا لا يمنع أنّ يفوق أحدهما الآخر الحكمة والعلم ولذلك كان فيه قوله تعالى ففهمناها النبي ولما توفي داوود -عليه السلام- وورث منه ابنه النبي -عليه السلام الحكم والقضاء وكان يبلغ اثنين وعشرين عامًا فآتاه الله الملك والنبوة معًا، وقيل أن النبي -عليه السلام- ورث من أبيه الملك والنبوة من بين تسعة عشر ولدًا فقد كان مستحقًا لها لما عنده من الحكمة والتدبير وقدرةً على الحكم والتنفيذ. وقد سار في حكمه على نهج أبيه، وأخذ يبني المساجد تنفيذًا لوصية أبيه، وبنى أيضًا مدينة تدمر وبقي يبني في الهيكل سبع سنوات وبنى مصنعًا للأسلحة وبيتًا للجند، وعمل على تأسيس أسطول تجاري كبير يمتد من الشرق للغرب وشهدت فترة حكمه ازدهارًا كبيرًا في بني إسرائيل.
كان النبي -عليه السلام صالحًا كثير العبادة والشكر لله تعالى وكان يدعو الله تعالى أن يعينه على طاعته وذكره وشكره على ما آتاه من نعم وفيرة لم تكن لغيره فكان يطلب من الله نعالى أن يؤتيه ملكًا لا يكون لأحد من بعده وآتاه الله تعالى مراده وأعطاه مُلكًا عظيمًا ومعجزات لم يسبق لأحد أن يتصورها وكان كثير الشكر لله تعالى حيث كلّف الله تعالى النبي -عليه السلام- أن يدعو قومه لعبادة الله تعالى وأيده الله تعالى نبيه -عليه السلام- بالعديد من المعجزات المبهرة ومنها تسخير الريح وبقيت الريح مسخرةً له في فترة حياته كلها تجري في مملكة والأرض التي سخّرها الله تعالى له فكانت تسوق الماء له كيف يشاء وتحرك السحاب بأمره، و كانت الريح كانت تحمله حيث يشاء.
عندما شارف النبي -عليه السلام- على الوصول مع جيشه العظيم إلى وادي النمل، حيث تنبهت لقدومه إحدى النملات التي كانت تعيش في هذا الوادي.
وبعدَ أن علمت هذه النملة التي سميت نملة النبي نسبة إلى قصتها مع النبي -عليه السلام- عن مسير الجيش الذي سوف يقطع وادي النمل نادت في مملكة النمل بأن تلزم جميع النملات مساكنها كي لا يحطمهم جيش النبي -عليه السلام- الجرار عند مرورهم خلال الوادي، وكان لهذا النداء دورٌ كبير في الحفاظ على مملكة النمل التي كانت تعيش في هذا الوادي من مسير هذا الجيش العظيم، وعندما سمع سيدنا النبي -عليه السلام- نداء النملة لجيش النمل تبسم ضاحكًا، وبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، وشكره على ما أعطاه من ملك عظيم ونعم لا تعد ولا تحصى، وطلب من الله -سبحانه وتعالى أن يعينه على فعل الخيرات والأعمال الصالحة التي يرضاها -سبحانه- ومن معجزاته أيضًا أن الله تعالى سخرّ الله له الجن كما جعل الله النحاس لينًا بين يديه وعلّمه الله تعالى منطق الطيور والحيوانات والحشرات فبهذه المعجزات المادية والمعنوية التي أيده الله تعالى بها أقام مُلكًا عظيمًا لم يكن لبني إسرائيل مثله.وحدث مرةً أنه كان يتفقد جيشه فافتقد للهدهد ولم يجده في الجيش فتوعد له بالعذاب عند عودته إن كان تأخره غير مبرر، فلما جاء الهدهد حاملًا للنبي -عليه السلام- خبرًا عظيمًا وهو أن هناك مملكة أهلها مشركون بالله ولهم ملكة على العرش وهي مملكة سبأ.
بعدما سمع النبي -عليه السلام- النبأ الذي جاء به الهدهد، أرسل معه رسالة إلى ملكة سبأ يدعوها فيها للإيمان بالله تعالى وكانت قد همّت بأمر الرد على الرسالة بعدما استشارت قومها، فأرسلت له بردٍّ ومعه هدايا لتكون رشوة له، فلما بلغ النبي -عليه السلام- ذلك هددهم بالغزو. طلب النبي -عليه السلام- من الجن إحضار عرش بلقيس وقام بتنكيره لها كي لا تعرفه، ولمّا رأت العرش ماثلًا أمامها لدى النبي -عليه السلام- أسلمت بلقيس هي وقومها واعترفت بالنصر للنبي عليه السلام سّخر الله تعالى الجن كلّه للنبي -عليه السلام- فكان نبي الله -عليه السلام- يوجه الجن كيف يشاء ويكلفهم بأي الأعمال أراد، فقد كان حاكمًا عليهم وقادرًا على أمرهم وتكليفهم بالقيام بالأعمال التي تعود بالنفع على مملكته، فكان منهم من يشيد الأبنية ومنهم من يبني الصروح وأقاموا المحاريب وهي أماكن لعبادة الله تعالى وبنوا الحياض وهي بناء كالبئر يحفظ به الماء حتى أنهم كانوا ينقشون الصور على الجدران وينحتون التماثيل وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الأفعال كانت مباحة في شريعة نبيه -عليه السلام- كما أقاموا الأواني الصوامع وهي القدور الراسيات ولم تقف أعمال الجن عند هذا الحد بل كان يكلّف طائفة منهم باستخراج اللؤلؤ والمرجان من أعماق البحر وذلك عن طريق الغوص به وغيرها الكثير من الأعمال، وكان يعاقب كل من يخالف أمره من الجن بتصفيده بالسلاسل ويسجن كل اثنين في سجن واحد.
إن وفاة النبي -عليه السلام- كانت فيها عبرة لغرابتها فقد توفي دون أن تعلم الجن بوفاته ومرت سنة كاملة، وكانت تعمل الجن خلال هذه الفترة وهو متوفٍ وأتمت الجن خلال هذه الفترة بناء بيت المقدس. إن النبي -عليه السلام- وافته المنية وهو في المحراب ومتكئ على عصاه وبقي على ذلك حتى جاءت حشرة وأكلت جانب العصا فسقط عندها على الأرض ولما سقط علم الجن وقومه بموته فغسلوه ودفنوه و تبين بذلك أن الجن لا تعلم من الغيب شيئًا، ولو كانت تعلم بوفاته عليه السلام لما بقيت على عملها بعد موته. وقيل أن النبي -عليه السلام- توفي كغيره من الناس، وكان قد سلّم أمور الحكم لابنه وبقيت الجن تعمل في أماكنها خوفًا منه، والذي كشف موته لهم هو العصا التي كان لا يتركها، فرآها جن على الأرض وهي تأكل فيها حشره فعلم بعدها بوفاة النبي -عليه السلام- فلّما أعلمَ الجن بذلك وعرفوا بموته تركوا العمل وقالوا لو كنا نعلم بالغيب لما بقينا نعمل هذه المدة
فمن هو النبي عليه السلام
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق