شقــــــــاوة بقلم شاعر الحياة /سعيد القاضى
شقــــــــاوة
بكأس من الياقـوت يقطـر بلسَما *** وعينٍ تنـادى دون أنْ تتكلما
سقتنى عصيرَ الحبّ فانسابَ في دمى*** وخالط منيِّ الجلدَ والعظم َوالدّما
فقلتُ لها زيدى عصيـرَكِ وأملئ*** ليَ الكأس حتى يصبح الكأس مُفعما
لأروى زمــاناً ظلّ قبلك ظامئاً *** لعلَّ عصيــرَ الحب يُنبت بُرعمــا
وتخضرُّ صحرائي وتزهرُ روضتى *** ويرتاح قلبٌ كان بالهـمّ مُتخما
—-
فقالت تمهّلْ إنَّ غيرك يشتهى*** شرابي.. ويرجــو أن أبلَّ له فَمــــَا
تر دّ د تُ هلْ أسقي سواك وإنمــا *** إذا هَمّ قلبي بالتقـدُّم أحجمَـا
وإنى لَحَيْرى أن أردّ يدَ امرئٍٍ *** أراهُ بمــــا في الكأس مثلكَ مُغرما
فدعنى قليلا ً كيْ أقسِّمَ بينكمْ *** وأعطيــه ما أعطيك منه لأسْلَمَا
—-
فقلتُ اذهبي واسقيه لا تتردَّدِي *** فكأسكِ منذُ اليوم أصبح علقمَا
فإنى أعافُ الشَّهدَ لو حام حولهُ *** ذبابٌ.. ويغرينى الشرابُ مُعقما
ولستُ أحبُّ الشّرْك في معبدِ الهوى*** فقد صار في شرع الغرام محرّما
ولوْ جفَّ نهري سوف ارتشفُ المُنى*** ومنْ لمْ يجدْ ماءَ الوضوءِ تيمّما
—–
تهادَتْ وقالتْ ليس غيرك في دمِى*** وما قلتـُـه ما كان إلاّتَوَّهُّما
أبْحتُ لنفسي أن أثيركَ كىْ أري *** بأنك لي ما زلتَ طفـلا ًمتيما
وأقرأ في عينيك ثورة َشاعرٍٍ*** وغيرةَ مشتاقٍٍٍ وهــــذا التّجَهُّمـا
ومالتْ علي صدري تداعبُ عشبَه *** وتغسل جرحا ًفيهِ حتىَّ.. تبسما
شعر: سعيد حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق