ما بين جبينها المشرق .. وخدودها الوردية .. لمح الشاعر .. نجمتين جميلتين.. فراشتين .. غديرين .. سمِّهما ما شئت ..
لم تقتنع بجمالهما الطبيعي.. رآها بعد ذلك.. صبغتهما .. لونتهما.. شوهتهما
حزن الشاعر لتشويه الجمال الطبيعي وأنشد
لا تطفـئـي المصباح
نشرتْ علي النجم المضيئ سحابا *** حتى توارى في الظلام وغابا
قد كنـت ُألمحُ نجمتين بوجههـــا *** لهما بريقٌ يخطـــــــف الألبابــا
لكنها بســـــذاجة ٍصبغتــهمـــــا *** نثرتْ علي هذا البريق ضبابــا
ظنّت بتلوين الجفــــــــون بأنها *** أكلتْ بعقلي كفتـــــةً ًوكبابـــا
أنا ليس يغرينى الجمــال مزيفا ً*** مهما بدا مُتوهجــاً جذابـــــــا
————-
كان الغديرُ العذبُ تحت جبينهــا *** فوقَ الخدود ِيداعبُ الأهدابا
في شاطئيه ترى الرموشَ تحفّزتْ *** بسهامها لتناوشَ الأحبـــابـــا
قد رفرفت فوق الغدير فراشـــــةٌ *** جعلت ورود خدودها مِحرابــا
صلّت بمحراب الـورود وسـبّحـتْ *** فبدا الجمال بوجهها خلاَّبـــــــا
ياليت صاحبة الغديــــــر بحـمقها *** ما بعثرتْ حول الغدير ترابــا!!
طمستْ معالمَه فغـــــــاب جماله *** حتى غدا هذا الجمال سرابـا
————
أرأيتَ مصباحــــــاً تألق ضوؤه *** بهر العيون نضــارة ًوشبابـــا
وزجاجه الشفـــــــاف درٌّ رائقٌ *** ملأ العيون بحسنه إعجابــــــــا
ومضاتُه حملت رسائل شوقها *** فكأنها بعثت إليـك كتابـــــــــا
لم يـكفِِـها أن َّالجـمالَ بعــينها *** هبة الإله فتشكر الوهـــــابــــــا
قـالـتْ سأجعـل مـن جمالي آيةً *** ليكونَ في سوق الهوى غلابا
وقفت تلوّن في الجفون وبالغتْ *** فبدا جمالُ النجمتين مُعابـــا
وخبا سنا المصباح بعد توهّجٍ ٍ*** إذْ بعثرتْ فوق الزجاج هبابا
فكأنما “عمصٌ” أصاب عيونها *** أو أنه عســــلٌ يلمّ ذبابــــــــــا
————
يا مَـنْ تُشوّه ُبالصباغـة جـفنها *** طمْسُ الجمالِ الحرِّ ليس صوابا
بالأمس كان جمال ُعينك صادقاً *** واليوم صــــــار جمالها كذابا
سعيد حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق