صبيٌّ تمشيخ..و..شيخٌ تصابى بقلم شاعر الحياه /سعيد حسين القاضى

++ صغير بين الطفولة والصبا..اكتسى وجهه الغض بالصرامة والتجهم..
اعتزل أقرانه كما اعتزل طفولته..وسارع الخطى لمرحلة الشيخوخة

 

++ شيخٌ ضاق بالشيخوخة..وارتدّ لزمن الطفولة ..مَلْبَساً ..وسلوكاً

 

مشهدان متناقضان

 

شاهدتهما منذ زمن بعيد..استفز المشهدان قلمي.. و كان لايزال
غضاً في مطلع الشباب فكتب تلك السطور..فإن كان فيما كتب
هنات..فإنه يستظل بسماحة القارئ لعله يتجاوز…وإليكم ما كتب

صبيًّ تمشيخ..و..شيخٌ تصابى

يا صبيّـاً كزهـرة ِالأقحـــوان ==== كيف تبغي المشيبَ قبلَ الأوانِ
في ربيع الحيــاةِ تبــدو ككهلٍ ==== من همومٍ لديه أمسى يعـاني
والجبين المضئُ يكسوهُ حـــزنٌ ==== أين فيــهِ بشاشةُ الولدانِ؟؟
تمضغُ القـــولَ في اتئادٍ مُمِـلٍّ ==== في وقــار الشيوخ والرهبانِ
عودكَ الرًَطــبُ حطمتْـهُ الليالي ==== ياعزيزي .. وأنتَ أنتَ الجانى
أنت عطرُ الحياة ِفانشـــرْ عبيراً ==== لا تدعْـه ُحبيسَ تلك الأواني
أنت نَاىُ الوجودِ فاصَدحْ بلحــنٍ ==== عبقـريٍّ تفيضُ منهُ الأغا ني
أنت فيضٌ من الإلــهِ ونـــورٌ ==== أنتَ نبـــعٌ أراهُ ثَـرَّ المعاني
عشْ بعمر الزهـور وامرحْ قليلاً ==== لا تخالف طبيعـة الإنســان
أنت كالغصن في الريـاض فحاورْ ==== فـي نشاطٍ بقية الأغصــان
لوْ يهبُّ النسيمُ يومــاً تمــايلْ ==== وأملأ الروضَ بالشذا والأماني
عشْ كطفلٍ فأنت لازلــتَ طفـلاً ==== لا تقلِّـدْ تحفُّـظَ الشيبــاني
عشْ طليقاً من القيــود اللواتي ==== يا عزيزي الصغير منها أعانى
عش سعيداً فسوف تشقى وتشقي ==== بعد حينٍ بأمــر هذا الزمان
…..
لا يضاهي وقارَ طفـلٍ صغيـــر ٍ==== غيرُ شيخ يعيش كالصبيــان
جَلَّلَ الشيبُ رأسَـهُ والتَّصـــابي ==== فيـه بادٍ.. تعافـهُ العينانِ
يمزج الجـدَّ بالمزاح اعتباطـــاً ==== لا رزيناً ولا عفيــف اللسان
يقذفُ القولَ في هــراءٍ وحُمـقٍ ==== مثلَ طفلٍ يسيرُ في مهرجـانِ
في قميصٍ ومنـطلونٍ تـدلَّـى ==== من رقيقٍ وصارخ الألــوانِ
حينَ يمشى تـراهُ يبــدى دلالاً ==== إيْ وربِّي يفوقُ دلّ الغوانـي
أيها الكهــلُ كيف تأتي الدنـايـا ==== كيف ترضى بمثل هذا الهوانِ
أيْنَ منكَ الوقـارُ والشَّيْـبُ بــادٍ ==== مثلَ تاج ٍمرصَّعٍ بالجمـانِ
أنت عقلُ الحيــاةِ والعقــلُ سامٍ ==== لا تبـعْه ُبأبخس الأثمـانِ
أنـت كالطـودِ إن تهـبّ العـواتي ==== أنـت للناشـئين برُّ الأمـانِ
أيهــا الشيخ أين منــك التأنِّي ==== ضاعَ .. لمَّا ألِـفْتَ هذا التواني
إنما الشيخ حين يبدى التصــابي ==== في يقينى أراهُ كالبهلـــوانِ
إنما الطفل حين يغـــدو كشيخٍ ==== تزدريه لِحمقْــهِ العيــنانِ
ساءَ هذا وســاءَ هذا مثــالاً ==== حـين ضَلاّ طبيعـــة َالإنسانِ
شعر: سعيد حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق