البريق الخادع
ما أعجب أمر الإنســــانِ == يغريـــــــه ِبريقُ الألوانِ
لو شاهــدَ وجهــــاً مطليــاً == صبغــــــــــوهُ بلونٍ فتانِ
سيميلُ إليـــهِ ويعشقـــــــــهُ == ويسيل لعـابُ الجوعانِ
تغريــه نعومــــــــــــةُ ثعبانٍ == فيفـــــــوز بلدغ الثعبانِ
حبّـاتُ الرملِ إذا لمعـتْْ == يحسبهـــــا حبَّ الرمانِ
وبريق زجــــــاجٍ مكســورٍ == ستحملقُ فيــــهِ العينانِ
يحســبه دُرًّا منثــــــــــــوراً == ويجودُ بأغــلى الأثمانِ
يجـــري لسرابٍ يخــــدعه ُ== والماءُ بكأسِ العطشانِ
يتنـكــرُ للَّـــــــونِ الماضي == ويـــــــراهُ كلــونٍ بهتانِ
كالطفلــةِ ملَّتْ ملبسَهــــــا == فتلطِّخُ طُهـــــرَ الفستانِ
وصغيرٍ حطّـــــــــــــمَ لعبتـَهُ == لشراءِ ســـــرابٍ وأمانى
وكأمٍ تلفــــــــــــظُ فلذتَهــا == وتهـــرولُ للزوجِ الثانى
هلْ صارَ المرءُ كعصفـــورٍ == لا يعــــرف فنِّ الطيرانِ
يعلو في الجـو ِّولا يـدري == أيحـــــطّ بأيِّ الأغصانِ
العقلُ الفـــــارغُ يا ولـدى == يغريـــــــهِ بريقُ الألوانِ
والذوق الفاســــد يطربُــهُ == بالليل نعيــــــقُ الغربانِ
شعر : سعيد حسين القاضي
شعر : سعيد حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق