مداعبات رياضية

ذكريات بيشة -3 –
كنتُ أتردد على نادي بيشة الرياضي الثقافي وكان رئيسه في ذلك الزمن البعيد
الأستاذ الروَّاف وسكرتير النادي العام الأستاذ عبد الرحمن عويد..وكانت لي مناوشات
مع الفريق الرياضي بالنادي ..في انتصاراته وانكساراته..
فعندما فاز في إحدى المباريات
أرسلتُ له بتلك الكلمات ..ألقاها في حفل تكريمهم أحد أبنائي:

 

إلي نادى النخيل
بحمد الله شرفنا الديارا == وحقننا لها اليوم انتصارا
وبادلــنا منافــسنــا الحوار == لأنا في الملاعب لا نُبَارى
***
عزمنا أن نفوزَ وأن نسودا == فحطمنا الحواجز والسدودا
وصرنا في ملاعبنا أسودا == إذا زأرت تقهقر من أغارا
***
تحـلَّيْنا هــنالك بالفضيلَهْ == وأكرمنا الضيوف بكل حيلَهْ
لذا فالنصرُ أدركنا سبيلَهْ == ولم نتركْ مع النصر الوقارا
***
ألا حيوا الشباب اللاعبينا == بنادٍ النــخيل بدا عرينا
لأشبـالٍ كرامٍ مؤمــنـيـنا == بهم نزهـو ونعـتزُّ افتخارا
***
همُ أملُ البلاد و مـرتجاها == همُ النور الذي يمحو دجاها
سمَوْا عزًا وأخلاقاً وجاها == ونيلُ النصر صار لهم شعارا
***
شباب الروشن المعمور هيَّا == وجدُّوا واملأوا الدنيا دَويَّا
فمجدكمُ هنا مازال حـيَّا == بكم نادى النخيل غدا منارا
***
به “الرواف” ينهض بالرياسهْ == وذا “ابن عويدٍ” صنو الكياسهْ
هما رفضا لكم أيَّ انتكاسهْ == حذارِ النصرُ يجعلكم سكاري
***
وإلاَّ سوف أهجوكم وربي == بأشعــارٍ ٍتســير بكلِّ دربِ
ورغــم تحـيتى لكمُ وحبي == بأشعاري سأجعلكم حياري
***
أقول قصائداً تنصب نارا == ويغدو الليث في بيتين فارا
ولكن إن جلبتم الانتصارا == سأجعل من ظلامكمُ نهارا
وأمدحكم بشعرٍ لا يجاري
***

 

وعندما أخفق في مباراة أخرى داعبته بتلك الأبيات:

 

سألتُ شيخاً و الشيوخ لرأيها في الناس قيمَهْ
مالي أرى نادى النخيل هنا أتانا بالهزيمـَهْ
فأجابنى الشيخ الحكيمُ بكلْمةٍ جاءت حكيمَهْ
اللاعبـون الطـيبـون لهـم بـطولاتٌ قـديمــَهْ
في الأكل إن مُدّ الطعامُ تري السواعد مستقيمَهْ
يكفيكمُ النصرُ الكبير علي الذبيحةِ في الوليمهْ

 

أثارت هذه الأبيات حفيظة الأستاذ بداح بن حسن البيشي محاسب المعهد العلمي في ذلك الوقت فرد عليّ بقوله:

 

أرى القاضي تصدى للنوادى** بما يدعو لتثبيط العزيمةْ
ويهجو دار قوم عاش فيها ** وعهدي فيه ذو نفسٍ كريمةْ
وصار اليوم يتهم لاعبينا ** ولا قدّر لهم في اللعب قيمةْ
فنادينا وإن خالفه حظ ** فكم حالفه أوقات قديمةْ
ولو أن الرياضة بالشجاعة ** فلا والله لا نرضى الهزيمةْ
ولكن الرياضة ذات معنى ** وتهدف للصِّلاة المستديمةْ
فيا قاضي تريث قبل تحكم ** لأجل أحكامكم تأتي سليمةْ
فكم من قاضي يحكم جزافا ** ولا ينصف غريما من غريمهْ

 

فكان ردي علي ذلك:

 

ما كنتُ أعلم أن نقد اللِّعْب في النادي جريمهْ
لو كنتُ أعلم يا بداحُ لرحتُ أهتف للهزيمهْ
أنا يا بداح أحب بيشة والمحبة مستديمـهْ
وأحب واديها الخصيب فكم هوى نظري أديمهْ
سأظل أشدو بالمكارم والبطولات القويمـهْ
فيم الملامة يا بداح وأنت تهوى الشعر فيمهْ؟
أخطأتَ في فهم المراد تلك واقعة أليمـهْ!
فزعمت قولاً لم أقـلْهُ وانبريت لكى تقيمهْ
ورميتمنى يابن الكرام ببعض أخلاق ذميمهْ
مثل الهجاء لمن أحب.. وساء من يهجو رحيمهْ
أنا لست أهجو فالهجا عيبٌ لدى النفس الكريمهْ
أنا عندى حسن الظن لم أنصر ْعلي النادي غريمهْ
لكنْ أداعــبـه بأبـيـاتي لكي تـقوى الــعــزيمــهْ
إن كنـتَ لم تــقبل مـداعبة مـقاصـدهـا سليمـهْ
سأفـضل الصمت العميق وارتضيه لي غنيمــهْ

كانت أيام جميلة مع رجال كرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق