Source: سيناريو للإجابة على أسئلة الأطفال الصعبة حول فيروس كورونا – منتديات غزل قلوب مصرية
لكن، بالنّسبة لعائلتي والكثيرين من أمثالها، تستمر الأسئلة في الظهور. ومع مرور الوقت، يصبح الآباء على قدر أكبر من التراخي والتساهل في إجاباتهم. حيث لاحظت الدكتورة ياماليس دياز، أخصائية الطب النفسي للأطفال والأستاذة المساعدة في مستشفى هاسنفيلد للأطفال في جامعة نيويورك، أنّنا نقول عبارات مثل “لا تقلق بشأن ذلك” في محاولة لإبعاد المخاوف عنهم بسرعة.
وقالت لبوب شوغر: “هذه العبارات تُنهي المحادثة لأنّهم يعتقدون أنّهم يحمون أطفالهم من المعلومات التي يرون أنّها ‘أكثر من اللازم’. ومع ذلك، فإنّ عدم الحديث عنها نهائيّاً أو عدم الإجابة على أسئلتهم بالكامل يعني أنّ الأطفال سيُتركون لملء تلك الفراغات بأنفسهم”.
تعتقد دياز أنّ اتباع “سيناريو” أو صيغة جيدة يمكن أن يساعد الآباء على الاستمرار في التعامل مع الأطفال بفعاليّة أكبر. إليكم طريقتها المكونة من خمس خطوات عند الإجابة على أسئلة الأطفال المعقدة:
1. التعاطف والتثبيت. من الضروري بدء المحادثة بمجرد التعاطف مع ما كان عصيّاً على الفهم بالنسبة للطفل.
2. الإجابة بصراحة. يجب على الآباء بذل قصارى جهدهم لإعطاء إجابات صادقة، مدعومة بالحقائق على نحو مثاليّ. قد يعني هذا أنّ على أحد الوالدين أن يقول، “لا أعرف الإجابة، لكنّني سأبحث عنها وأعود إليك”. سيكون هذا جيّداً طالما أنّ الوالدين يتابعان الأمر بتسارع مناسب ويستمرّان حتى الخطوات التالية من هذا السيناريو.
3. التشجيع لطرح أسئلة إضافية. قد تكون التعليقات السابقة كافية، لكنّها قد تفتح باباً للمزيد من الفضول. إذا كان الأمر كذلك، شجّعوا أطفالكم على طرح المزيد من الأسئلة، وكرّروا الخطوات القليلة الأولى حتى تصلوا إلى نقطة حل. ثم قالت دياز، لا ضير أبداً بالعودة للتعاطف والتثبيت مرة أخرى.
4. الطمأنة. وهي واحدة من أهم الخطوات لتهدئة مخاوف الطفل، ومع ذلك، لاحظت دياز أنّ الآباء في كثير من الأحيان “يندفعون إلى خطوة الطمأنينة” مباشرة. مرّة أُخرى، يؤدي ذلك إلى إنهاء المحادثة فقط لا غير. “قد يكون شعوراً لطيفاً مؤقتاً، لكنّه يترك الأطفال يشعرون إلى حدّ ما بأن المشاعر التي تنتابهم تتخطى كافة الحدود فعليّاً. فضلاً عن كونها لا تجيب على السؤال بشكل مباشر”.
5. تقديم الحلول. وهو الوقت الذي يجب على الآباء فيه إشراك أطفالهم في “الخطوات التالية” أو بمهارات التكيف الإيجابي العملية.
لتوضيح السيناريو المكون من خمس خطوات هذا بشكل عمليّ، أعطيتها بعض الأسئلة الواقعية التي طرحها أطفالي عليّ أنا وزوجي على مدار الأشهر القليلة الماضية، وقد أوضحت كيف يمكن أن تجيب عليهم بدورها وشجّعت الآباء على استخدام هذه الأمثلة كدليل مع أطفالهم:
“متى يمكنني رؤية أصدقائي مرة أخرى؟”
“أوه، عزيزي، أعلم أنّه من الصعب ألا تتمكّن من رؤية أصدقائك [التعاطف والتثبيت]. لسوء الحظ، لا نعرف متى سيكون ذلك لأنّه يجب علينا أن ننتظر الأطباء لمساعدة كل شخص مصاب بفيروس كورونا وعلينا أن نبقى في المنزل للتأكد من عدم إصابة المزيد من الناس بالمرض [الإجابة بصراحة]. أعلم أنّ هذا على الأرجح ردٌّ مخيبٌ للآمال، أليس كذلك؟ [متابعة التعاطف والتثبيت]؟ لا بدّ وأنّه سيكون أمراً رائعاً عندما تتمكّن من الالتقاء بأصدقائك مرة أُخرى [الطمأنة]. هل ترغب في إجراء مكالمة FaceTime مع أصدقائك حتى تتمكن إلقاء التحيّة عليهم [تقديم الحلول]؟”.
“هل سيموت الناس؟”
“أتفهّم تماماً أنّك قلق حقاً من أن يصيب فيروس كورونا الناس بالمرض [التعاطف والتثبيت]. والحقيقة هي أنّ الفيروس يمكن أن يجعل الناس مرضى للغاية، ونعم، يمكن أن تسوء حالة بعض الناس كثيراً ويموتوا. يعمل الأطباء والعلماء على إيجاد دواء يمكن أن يساعدنا [الإجابة بصراحة]. هل لديك أسئلة أُخرى حول هذا الموضوع وتشعر بالقلق حيالها [التشجيع على طرح أسئلة إضافية]؟ أنا سعيد جداً لأنّك أخبرتني ما الذي يجعلك تشعر بالقلق. لذا أصبحت تعلم الآن أنّ كلّ هؤلاء الأشخاص يعملون بجدّ على صنع الدواء الذي يحتاجه الناس [الطمأنة]. في غضون ذلك، يمكننا القيام بدورنا بغسل أيدينا والبقاء في المنزل قدر الإمكان [تقديم الحلول]”.
“لماذا لا أستطيع الذهاب إلى الملعب؟ إنّه قريب جداً!”
“آه، أعلم أنّه من المزعج للغاية أنّه لا يمكنك الذهاب إلى الملعب رغم أنّه في الجهة المقابلة من الشارع تماماً [التعاطف والتثبيت]! لكن لا يمكننا الذهاب إلى الحديقة لأن القاعدة تقول بأنّه يجب علينا البقاء في المنزل والحفاظ على نظافة أيدينا لتجنّب الإصابة بالجراثيم التي قد تجعلنا نشعر المرض [الإجابة بصراحة]. أحب حقاً أن أكون قادراً على الذهاب إلى الحديقة معك، لذا أشعر بخيبة أمل كبيرة جداً [الاستمرار في التعاطف والتثبيت]. سأخبرك شيئاً، عندما يُسمح لنا بالذهاب إلى الحديقة مرة أُخرى، سيكون لدينا يوم خاص في الملعب معاً [الطمأنة]. الآن، هل يمكننا العثور على شيء آخر نقوم به معاً في المنزل؟ ربّما يمكننا صنع نسختنا الخاصة من الملعب من وسائد الأريكة [تقديم الحلول]”.
“هل ما يزال علي القيام بواجباتي المدرسية في المنزل؟”
“أنا أعلم أنّ هذه ليست الطريقة التي تتمنى أن تكون بها المدرسة في مثل هذه الأيام [التعاطف والتثبيت]. ومع ذلك، لا يُسمح لنا بالذهاب إلى مبنى المدرسة لحضور الحصص مع معلمتك وزملائك في الوقت الحالي لأنّه مطلوب منّا الآن البقاء في المنزل للحفاظ على أمان الجميع [الإجابة بصراحة]. ما الذي لا يعجبك في التعليم عن بعد؟ [التشجيع لطرح أسئلة إضافية]. في نهاية المطاف، ستفتح المدرسة أبوابها من جديد، وستتمكّن من العودة لرؤية أصدقائك والحصول على عطلة وتعود دائرة الحياة إلى الروتين الذي اعتدت عليه في السابق [الطمأنة]. دعنا نجرب برنامج الحاسوب الجديد الذي أوصت به معلمتك والذي قد يكون مشابهاً للطريقة التي تقوم بها هي في المدرسة [تقديم الحلول]”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق