رسالات المساجد

رسالات المساجد

وسألتُ عن نورٍ ٍ تألـّقَ في الدّجى بين الضلوعْ
وانسابَ مِـنْ بـعـدِ الصلاةِ بدفئهِ بـيـن الجُـموعْ
مِنْ أيْنَ أشرقَ في دمى ليُضئ في القلب الخشوعْ؟
وتـوضـأتْ بـسـنـاهُ عـنـدَ الصبـح ِأوراقُ الـزروعْ
لتطيلَ –إن هبَّ النسيمُ ضُحىً- تسابيحَ الركوعْ
****
فأجابني صوتُ السماءِ بأنّه نورُ المساجدْ
اللَّـــهُ يـمنـحـهُ لـمنْ هـو قانـتٌ للهِ ساجـدْ
هوَ مِنْ سِماتِ المتَّقينَ اللاَّجئينَ إلي المساجدْ
***
وسألتُ عمّا يعترى بعضَ القـلوبِ مِنَ السكينة ْ
مُلِئَتْ بالاطمئنانِ مهما لاطـمَ الموجُ السفينَة ْ
أصحابها يمشونَ “هوناً” في “سلام ٍ” ينشدونه ْ
لا يـقْـنَطونَ و إنْ تـقاطرتِ المُلمَّاتُ الـحـزينة ْ
لا يحملون لمن يخادعـهـمْ ويـؤذيهم ضغـيـنَة ْ
****
فأجابني صوتُ السماءِ بأنهُ فيضُ المساجدْ
لا يـعـرفُ الفـزَعَ امـرؤٌ مـتـهجّـدٌ لله سـاجـدْ
تهدىالسلامَ إلي النفوس وتنشرُ الأمنَ المساجدْ
***
وسألتُ عن قممٍ لنا ملكـوا مفاتيحَ العلومْ
قاماتُهم بالعلم صارتْ فوق هاماتِِ النجومْ
بستانُهم فيه الثمارُ الخالياتُ مِنَ السمومْ
فأتتْهُ أسْرابُ الطيور ِ.. علي جداولِهِ تَحومْ
لِتلوذَ مِنْ وَهج الحياةِ بهِ .. وتقطفُ ما ترومْ
فَزِعَ الجرادُ وجاءَ في حقْدٍ بأسلحةِ الهُجومْ
****
فأجابني صوتُ السماءِ : العلم مِنْ هَدْى المساجدْ
واللـَّــــهُ يـحـفـظ نـورَهُ مِـنْ كلِّ مـغـرورٍ ٍوحـاقـدْ
إنَّ التسلحَ بالمعارفِ بعضُ أهدافِ المساجدْ
***
وسألتُ عن قوم ٍ شريعتُهمْ تنادى بالسلامْ
وقـفوا علي هـام الزمانِ دعـاةَ حبٍّ ووئامْ
الحلمُ شيمتُهمْ . وفيهم إنْ دعى الدَّاعي اقتحامْ
بـيدٍ .. مـصابـيـحُ الـهدى لتـنـيرَ أوكارَ الظـلامْ
ويدٌ .. إذا عبثَ الذئابُ فبيْنَ قبضتِها الحُسـامْ
****
فأجابنى صوتُ السماءِ بأنَّ ذا هَدْيُ المساجدْ
يهـوى السلامَ ويرتـضـيهِ مـؤمنٌ للهِ سـاجدْ
إنَّ المحبةَ والعدالةَ مِنْ رسالاتِ المساجدْ
***
وسألتُ عن قوم ٍتحلـَّوْا بالأمانةِ والنقـاءْ
الصدقُ والإخلاصُ فيهمْ والمروءةُ والوفاءْ
في الحربِ هم مثل الأسود ِأعزَّةً فيهم إباءْ
في السلم تلقي في نفوسهمُ الوداعة والحياءْ
كرهوا الـتّزلّـف والـتكلّـفَ والـخيانةَ والـرِّيـاءْ
تلك المآثرُ . هل غدتْ سِلَعاً بسوق الأدعياءْ؟
****
فأجاب صوتٌ داخلِيْ .. لينيرَ لي سُـبَلَ المقاصدْ:
الشـرَّ لَنْ يـبـقي وإنْ نُظــمَـتْ لـنـصرتِـه القـصائدْ
لن يحجبَ “المكياجُ” في يو ٍمٍ تجاعيدَ المفاسدْ
سيظلّ فينا الخيرُ ما بقيتْ علي الأرض المساجدْ
إنَّ الفضائلَ كالزهور ِوعطرُها في الناس خالدْ
هي أيها الحيرانُ بعضٌ من رسـالاتِ المساجدْ
شعر: سعيد حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق