التطبيل في المطبّل بقلم د . مأمون البسيوني
التطبيل في المطبّل
اللا سلم وا للا حرب بين الديني و العلماني
د . مأمون البسيوني
يحكي أن “مسحراتي” كان يسعى علي لقمة عيشه بإيقاظ الناس لتناول طعام السحور في رمضان.
و إذ أ وشك علي دخول شارع جديد ، سمع طبلة تدق في الحارة التي أنهاها لتوه .
رجع مغتاظا و أمسك بخناق زميل له يتعارك معه و قال كلمة صارت مثلا ..”جاي تطبّل في المطبّل” هذا يشبه ما يجري الآن علي مستوي الفكر و الثقافة،وعلى ماصرح به شيخ الأزهر د.أحمد الطيّب مؤخّرا ..” التجديد فى بيت أبيك ,لافى الإسلام ” و فى كل ما يدور في مؤتمرات و ندوات و حوارات حول تجديد وتحديد الخطاب الديني,ستطالعك نفس الرموز و الأعلام والمشايخ بزيهم.. جاء الجميع يدورون وسط من يعرفونهم بما يعرفونه و سمعه الناس كثيرا.
و لم نعد بحاجة إلا لأذن وعين أخرى كوسيلة اتصال بمخ ,دماغ , عقل , لمعاودة مشاهدة الطيف المتكرر من المقولات و الأفكار والآراء والأسباب نتفرج علي “ا لتطبيل في المطبّل” و قد انقسمت الساحة العربية و الإسلامية إلي فرقتين، واحدة للعزف علي لحن الخطاب الثقافي، و الاخري علي ألحان تجديد و تحديد و توحيد مفاهيم الخطاب الديني .
تصمت أو تخفت حوارات المطاوي و الجنازير و السلاسل ،يسكن العنف و انفجار القنابل، وتخيم نفس الحالة من اللاسلم و اللاحرب .. الحرب الباردة و ليس السلام القائم علي التعرف علي درب الحقيقة .
كلام مثل كلام شيخ الأزهر لا يفض الإشتباك ، بما يعطي للماضي معني و يترك لأولادنا قيمة للحياة التي عشناها.
ما نلبث أن نسمع من جديد دوي الانفجارات . نمارس التمايز و نقيم الحوار، مجرد تلاؤم سرعان ما يتلاشى بمجرد مرور العاصفة .
و كل فريق، كل مركز من مراكز التقرير والحسم ، سياسيا كان أم أيديولوجيا، نظاميا أو حزبيا، يبدو متحيرا أو عاجزا عن الإمساك ببداية.. مجرد بداية.. ليكون مستقبل أجيالنا، علي نقيض ما يعد به مسار حاضرنا.
و ذرائع الفرصة السانحة ، ومبررات الإخفاق، و المواءمة مع عصر العولمة، و تبادل الاتهامات بالمسؤولية، و إلقاء تبعة الفشل علي كاهل العدوّّ الخارجي أو الاستبداد الداخلي .. تتحول إلي سباق .
و العرب و المسلمون أصبحوا علي قائمة صناع الإرهاب و تصديره.
والناس لم يعودوا يملكون إلا إغراء الاستسهال بان كل شيء أصبح في عهدة صاحبة الجلالة ” المؤامرة ” وصاحب الجلالة “النظام الأمريكي” – الوحيد الذي يملك أن يقررعن الجميع في حالة الحرب كما في حالة ّالسلم .فماذا تقدمه كلمات شيخنا ؟نستكمل وثائق نستكمل وثائق تسليمنا النهائى, أم نسعى للحصول علي شروط الولادة الحيّة من جديد ,في عصر جديد من أهم سماته التحولات غير العادية و غير النمطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق