حب يحتضـــــــر بقلم شاعر الحياه/سعيد حسين القاضى

حين حكى لي قصته..إنهالت عليَّ كلماته
متأرجحة بين البهجة والحسرة.. بين الحسم والحيرة
قال :
حب يحتضـــــــر

 

لا تلُمْنى إنها في الأرض من حــــــــــــور ِالجنانِ
لوْخَطتْ في الصَّخرِ أوْ مَرَّتْ بأنقاضِ المبـــــاني
لرأيتَ الصخرَ أغلي مِنْ فصوصِ الكهرمــــــــــانِ
والحصي المنثور يبدو كعقـــودٍ من جُمـــــــــــانِ
والصحارى أينعتْ فيها زهــــــــورُ الأقحـــــــوانِ
والطيـــور الخضــر غنّتْ فوقــه ُأحلى الأغــــاني
****
موجها العالي بلطفٍ شــــــــــــدّ قلبي واحتوانى
صوتُها المشحونُ بالأشواق في يومٍ دعـــــــــانى
نطرحُ الأشعـــارَ والأفـــكارَ في ســــــوق المعانى
ثغرها الوردِىُّ جمْـــرٌ .. فيهِ خمْــرٌ.. ألهبــــــــانى
أرسلت لي ذبذباتِ الحبِّ منهـا .. نجمتــــــــانِ
في حَديثٍ .. دونَ صوتٍ ..كان قلبي ترجمانى
****
مِن غصــونٍ مائلاتٍ طلعُهـــــــــا المحبــوبُ دانِ
وثمـــــــــــارٍ ناضجــــــاتٍ لــــم تلوثْــــها يـــــــدانِ
أطعمتْنى .. وسقتْنى .. من جَنَي روض الجنـانِ
أسكرتْنى .. خدّرتْنى .. أيقظتْ فيَّ الأمــــانى
أغضبتنى .. صالحتنى .. أغرقتنى في الحنـــانِ
أحرقتـنى .. بعثـرتنى .. جَمعَّتْـنى في ثـــــــوانى
لملمتـْنى .. باغتَتـْنى .. واستقـــــرتْ في كيــانى
****
كنتُ في البستانِ وحدي ليس في البستان ثانِ
أنثــــــــــرُ الحُــبّ وأجنـــى الشهـــدَ منــهُ كلَّ آنِ
يطرح الأزهارَ . . والأنوارَ .. من قبـــــــلِ الأوانِ
****
قمت في يومٍ .. رأيت الغيـــر يلهـــــو في مكانى
تعبث الأيـــدي بحمـــقٍ في شعـــور السَّيْسَبــَــانِ
تشتهى الغربانُ صيــــداً من غصــــــون الخيزُرانِ
حطموا ما قد زرعــــــــــنا من سنيـــنٍ في ثـــوانِ
****
قلت للمحبوب .. فلنطفئْ ضجيج المهرجـــــانِ
نغلق الأبواب كى نحيــــــا سويا في أمــــــــــــانِ
كي نصون الزرع من هذا الدخيــل ” البهلوانِ”
فأشاحتْ .. ثم قالت : ليس في البستان جـــــانِ
إنهم صحبى أَتَوْنى .. كيف تهجـــــو من أتانى؟؟
وتوانت عن ندائي.. واستمـــــــرَّتْ في التوانى
****
تركتنـــى وهي تزهـــو في ســــــرورٍ وامتنــــــــانِ
أمضغ الآلام في صدري ولا يقـــــــوى لســــــانى
إنها تأبى سمـــاعي حين أشكـــو ما أعــــــــــــانى
تعشق المعسول من قولٍ… ولوْ من “ألعبــــــانى”
واستدارت في هـــــــدوءٍ علّهـا تنسي زمــــــــانى
****
إننى مـــاضٍ تـــولّى ليـــس يغريهـــــــا بيـــــــــانى
قدْ تناست طفلنا المحتــــــــاج منــَّـــا للحنـــــــان
عَلَّها .. اختارت حصــاناً جامحــــاً غيرَ الحصــــانِ
****
أشعلــــت مصباحهـــا الوهَّـــاجَ في غيـــر المكانِ
حولها التفّتْ طيورُ .. رفرفت فيهــــــــا الأمـــانى
وعيــــونٌ جائعـــــــــاتٌ.. خبّـــأتْ كل المعـــــانى
تقتفي ما قد توارى من تفاصيــــــــلِ الحســــــانِ
غرّروها بابتسامـــــــــــاتٍ ومعســـــــول اللســـــــانِ
فاستكانت .. ثم لانتْ .. واستجابت للأغـــــــانى
****
هل غبار الأرض يُنسي الحـــــور أنفاسَ الجنان؟
أم تُرى حــواء يغريهـــــــــا بريقُ الصولجـــــــــان؟
إن حبيّ أبدىٌّ .. ثابتٌ عبــــــــــر الزمـــــــــــــــانِ
وطعـــــــــامى أشتهيـــــــــه طازجــــاً فوق خِوانى
لو أتانى ألفُ صنفٍ .. رُصّ في أحلي الصوانى
لم أملْ يوماً كغيري نحـــــــــو تبديل الأوانى
ليس في عيـــــــــــنىّ إلا طيفهــــــا في كــــــل آنِ
غير أنى رغــم حبي .. لست أرضـــــي بالهـوانى
هل يعزينى رفاقي .. أم يزفــــــــــون التهــــانى؟؟؟

شعر: سعيد حسين القاضي
من ديواني
((قبلات على خد الورق))

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق