الأوتار هي أربطة محكمة تصل ما بين العضلات والعظام تسهم بشكل كبير وهام في أداء جسم الإنسان لمهامه البدنية والعضلية، فإذا مارس الإنسان جهدا مفاجئا أو أو رفع وزنا كبيرا بشكل خاطئ فقد يتسبب ذلك بحدوث تمزقات صغيرة في تلك الأربطة "الأوتار" تؤدي لحدوث تورم وألم يصعب من حركة الإنسان، تكرار الحركات ورتابتها ولا سيما في العمل قد يكون سببا رئيسيا لتمزق الأوتار والتهابها.
ينبغي علينا أولا أن نتعرف على الأعراض الرئيسية لالتهاب الأوتار حتى يمكننا التفريق بين التهاب المفاصل والتهاب الأوتار، فإذا كان هناك ألم حول المفصل ويبدو منتفخا أو حوله هالة من الإحمرار أو متورما وتكون قد مارست قبلها نشاطا متكررا أو كنت تمارس حركات تتسم بالرتابة على مفصل معين فمن المحتمل أن تكون هذه أعراض التهاب للأوتار حول المفصل.
تعتبر الحركات الجسدية ذات الرتابة أو المتكررة في بيئة العمل أو أثناء ممارسة رياضة تتسم حركتها بالتكرار كالتنس أو الجولف من الأسباب الشائعة لالتهاب الأوتار. كما يمكن أن يحدث التهاب الأوتار أيضا بسبب القيام بعمل غير معتاد يحدث إجهادا مفاجئا على جسدك مثل القيام بطلاء الأسقف على سبيل المثال قد يسبب إجهادا مفاجئا وقويا على أوتار الرقبة.
كما ينبغي أن نعلم أن هناك التهابات عارضة تصيب الأوتار جراء بعض الأنشطة وهناك التهابات مزمنة تصيب الأوتار وترجع أسبابها جزئيا إلى التقدم في العمر أو إلى الإصابة ببعض الأمراض كالتهاب المفاصل الحاد والمزمن وأمراض مزمنة كالسكر والنقرس وأمراض الكلى.
التشخيص: عند الشعور ببعض الأعراض التي ذكرناها يجب مراجعة الطبيب والذي يمكنه من خلال بعض الأسئلة عن مكان الألم وشعورك به كما سيسألك عن نوعية أنشطتك الجسدية مؤخرا هذه الأسئلة في العادة تمكن الطبيب من تشخيص حالة التهاب الأوتار، ولكنه في بعض الحالات وفي بعض الالحالات قد يحتاج لمزيد من الفحوصات المعملية أو التشخيصية بالأشعة. كما يمكن أن يحدث التهاب لأوتار الكتف لدى الأشخاص فوق سن 40 عاما وطبيعة عملة تقتضي القيام بالكثير من النشاط البدني.
التهاب الأوتار يمكن أن يحدث لأي شخص بسبب الوراثة وهناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم لالتهاب الأوتار كما ذكرنا سابقا وكذلك قد ترتفع فرص الإصابة إذا تناول الإنسان بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والجلوس أو الوقوف بوضعية خاطئة لفترات طويلة، أما كبار السن فتزداد لديهم فرص الإصابة بالتهاب الأوتار بسبب تصلبها مع التقدم في العمر ولفقدها لكثير من خصائص التمدد والانكماش.
وتر أخيل: وهو وتر سميك يمتد إلى أسفل الجزء الخلفي من الساق ويربط بين عضلات الساق وعظم الكعب "يسمى وتر أخيل" عندما يلتهب يحدث ألما شديدا في الجزء الخلفي من الساق، وقد يحدث الألم أحيانا في هذا الوتر بسبب ارتداء حذاء غير مناسب، ومن أسباب التهابه أيضا الركض والقفز لمدة طويلة أو متكررة.
أكثر أنواع التهاب الأوتار شيوعا هو التهاب "Jumper's Knee" وهو التهاب يصيب أوتار الركبة بشكل أساسي بسبب الضغط على مفصل الركبة وإجهاده سواء بالعمل أو الرياضة بشكل مفرط، وهذا النوع من الالتهاب في أوتار الركبة أمر معتاد لدى لاعبي السلة والرياضيين الذين يفرطون في التدريب.
مرفق التنس: هذا الشكل من التهاب الأوتار يسبب الألم على الجانب الخارجي لمفصل الكوع. ما يقرب من نصف جميع الرياضيين البالغين الذين يمارسون الرياضة مثل التنس والاسكواش وكرة المضرب سيصابون به في مرحلة ما. لكن أي شيء يجعلك ترفع وتلف معصمك مرارا وتكرارا - مثل تشغيل مفك البراغي وسحب الأعشاب الضارة وحمل حقيبة - يمكن أن يسبب هذه الحالة.
هناك نوع من التهاب الأوتار يعتبر الأكثر شيوعا في التهابات أوتار المعصم ويسمى بمتلازمة دي كورفان "De Quervain's disease" ويحدث نتيجة الضغط على إصبع الإبهام وإجهاده بسبب الإمساك ببعض الأشياء بقوة أو الإمساك بشيء بالإبهام لفترة طويلة ويسبب الألم عند قاعدة الإبهام في الجانب العلوي من اليد.
العلاج: تعرفنا على أسباب وأنواع التهاب الأوتار وسنتحدث الآن عن العلاج: كلما كان العلاج سريعا كلما كانت النتائج أفضل، في البداية يجب منح المفصل الراحة الفورية وإيقاف النشاط الذي سبب الألم فورا، ويجب وضع الثلج على الجزء المصاب أو المؤلم لمدة عشرين دقيقة، يمكن أيضا استخدام بعض الأدوية والكريمات التي تباع دون وصفة طبية كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية إذاكانت الإصابة طفيفة، ولكن إذا كان الألم شديدا أو كان التورم كبيرا أو الأعراض حادة فيلزم فورا التوجه للطبيب.
فترة التعافي من التهاب الأوتار تتراوح من بضعة أيام إلى عدة أسابيع في بعض الحالات وارتباطها بحسب حجم الإصابة ومكانها ومدى سوء الحالة، وكذلك سرعة تلقي العلاج والتوقف عن النشاط المتسبب في الالتهاب والحصول على فترة الراحة الكافية للتعافي وكذلك حتى نتجنب التعرض للإصابة مرة أخرى.
بعد الحصول على العلاج والراحة الكافية والتعافي يجب أن نتبع طريقة مناسبة لممارسة الألعاب الرياضية حتى نتجنب الإصابات التي تؤدي إلى التهاب الأوتار، ويمكننا في هذا الصدد أن نمارس عملية الإحماء قبيل ممارسة التمارين وزيادة مستوى النشاط بشكل تدريجي مع ارتداء الأحذية المريحة واتباع التقنيات الصحيحة في أداء التمارين، ويمكن الاستعانة بطبيب متخصص أو مدرب الطب الرياضي للمساعدة على ممارسة الرياضة بشكل سليم.
بشكل عام يمكن للإنسان بتطبيق بعض التغيرات في طريقة حياته للوقاية من التهاب الأوتار ومنها: تجنب الجلوس لفترات طويلة في مكان العمل أو في المنزل كذلك الوقوف لفترات طويلة فيجب التحرك من وضعية الجلوس او الوقوف بحد أقصى كل 30 دقيقة، حمل الأشياء بجانب واحد أو بيد واحدة وترك الأخرى خالية، إذا كان هناك عمل او وضعية معينة تسبب الألم يجب التوقف عنها فورا، الإمساك بالأشياء بشكل ناعم بقدر الإمكان وليس بتشنج مع قوة مفرطة، يجب استخدام الحد الكافي من القوة، بشكل عام يجب على الإنسان أن يتخذ وضعية جيدة خلال العمل والجلوس أو الوقوف وخلال ممارسة حياته بشكل عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق